في صباح مشمس، فوجئ أحمد بألم حاد في صدره وصعوبة في التنفس، لم يكن يعرف أن هذه الأعراض تشير إلى جلطة رئوية قد تهدد حياته، كتجلط الدم من الحالات التي يمكن أن تحدث فجأة، ويتطلب اكتشافها المبكر وعلاجها الفوري للحفاظ على السلامة، يُصاب حوالي 10 ملايين شخص سنويًا بجلطات دموية حول العالم، وتُسجل آلاف الوفيات بسبب مضاعفاتها الخطيرة، ما يجعل فهم أسباب تخثر الدم وعلاجه وأعراضه أمرًا لا يُستهان به، وفي هذا المقال، سنتعرف على أسباب وأعراض كل حالة، وطرق العلاج المتاحة، إلى جانب أفضل طرق الوقاية.

ما هو تخثر الدم؟

تخثر الدم هو عملية طبيعية تهدف إلى وقف النزيف عند حدوث جرح أو إصابة، حيث تتجمع الصفائح الدموية ويتكون جلطة دموية تغلق فتحة الوعاء الدموي، ولكن في بعض الحالات، يحدث تخثر غير طبيعي داخل الأوعية الدموية دون إصابة، مما قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية وحدوث مضاعفات خطيرة.

أسباب تخثر الدم وعلاجه:

تنقسم أسباب تخثر الدم وعلاجه إلى عوامل وراثية وأخرى مكتسبة كما في أسباب تجلط الدم:

• العوامل الوراثية:
  • نقص أو عوز البروتينات الطبيعية التي تمنع التخثر مثل مضاد الثرومبين، البروتين C، البروتين S، وطفرات جينية مثل طفرة العامل V لايدن وبروتين البروثرومبين.
• العوامل المكتسبة:
  • الجلوس لفترات طويلة، الحمل، التدخين، السمنة، العمليات الجراحية، بعض أنواع السرطان، تناول أدوية مثل حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني، الأمراض المناعية كمتلازمة أضداد الشحوم الفسفورية، وبعض حالات العدوى كالـ COVID-19.
• عوامل متعلقة بنمط الحياة:
  • الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة، السفر طويل المدى، نقص فيتامينات ب6 وب12 وحمض الفوليك، والتقدم في العمر.

أعراض تخثر الدم:

في سياق الحديث عن أسباب تخثر الدم وعلاجه، تختلف الأعراض حسب موقع الجلطة:

• ألم، تورم، واحمرار في الأطراف قد يشير لجلطة أوردة عميقة.
• ضيق في التنفس وألم بالصدر يمكن أن يدل على جلطة رئوية.
• صداع حاد، ضعف أو خدر في الوجه أو الأطراف، وصعوبة في الكلام قد تكون علامات جلطة دماغية.
• تغير لون الجلد، برودة، وخدر موضعي.

تشخيص تخثر الدم:

يعتمد التشخيص على الفحص السريري والتاريخ المرضي مع إجراء تحاليل الدم لفحص عوامل التخثر. كما تستخدم تقنيات التصوير مثل الأشعة الصوتية للساقين، الأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي لتحديد مكان الجلطة وامتدادها.

مضاعفات تخثر الدم:

• انسداد الأوعية الدموية يؤدي إلى نقص وصول الدم للأعضاء، ما قد يسبب تلف الأنسجة والغرغرينا.
• جلطة رئوية قد تؤدي إلى فشل القلب والسكتة القلبية لذلك لابد من الاهتمام بـ أسباب تخثر الدم وعلاجه.
• السكتة الدماغية التي تسبب إعاقات دائمة أو الوفاة، إذا لم يتم الاهتمام بمعرفة أسباب تجلط الدم.
• التهاب الوريد الخثاري والتورم المزمن في الأطراف.

الفرق بين تخثر الدم الطبيعي والتخثر المرضي:

تخثر الدم الطبيعي هو عملية وقائية تساعد على وقف النزيف عند حدوث إصابة بتكوين جلطة دموية تغلق مكان الجرح، أما التخثر المرضي أو التخثر المفرط (فرط تخثر الدم) فهو تكوّن جلطة داخل الأوعية الدموية بدون إصابة واضحة، مما يمنع تدفق الدم الطبيعي ويشكل خطرًا صحيًا.

كيف يؤثر تخثر الدم على القلب والرئتين؟

تخثر الدم في الشرايين التاجية قد يؤدي إلى انسداد وتسبب النوبات القلبية، أما الجلطات في الأوردة الرئوية فتسبب الانصمام الرئوي الذي يعيق تدفق الدم في الرئتين، مما قد يهدد الحياة ويؤدي إلى فشل القلب.

الفحوصات المخبرية المهمة لفحص تخثر الدم:

تحاليل الدم لفحص زمن البروثرومبين (PT)، زمن الثرومبوبلاستين الجزئي (aPTT)، مستويات الفايبرينوجين، مضادات التخثر الطبيعية، وتحاليل الجينات المرتبطة بالتخثر مثل طفرة العامل V لايدن وبروتين البروثرومبين.

دور التغذية في الوقاية من تخثر الدم:

اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة التي تقلل أسباب تخثر الدم وعلاجهو الالتهاب وتعزز سيولة الدم مثل الأسماك الدهنية، الفواكه، الخضروات، والأطعمة التي تحتوي على الألياف، تجنب زيادة فيتامين K المفرطة التي قد تؤثر على مميعات الدم مثل الوارفارين.

العوامل التي تزيد من احتمالية تكرار تخثر الدم:

الإصابة بحالات وراثية في عوامل تخثر الدم، استمرار التدخين، السمنة المفرطة، الحمل، الجلوس لفترات طويلة، مرض السرطان، وعدم الالتزام بالعلاج ضد التخثر.

الحمل والتخثر الدموي: كيف يؤثران على بعضهما؟

الحمل يرفع من عوامل تخثر الدم كجزء من التكيف الطبيعي لتقليل النزيف أثناء الولادة، لكنه يزيد من خطر حدوث الجلطات الوريدية خصوصًا في الثلث الثالث من الحمل وبعد الولادة، لذلك لابد من فهم جيد لـ أسباب تخثر الدم وعلاجه.

علاجات تخثر الدم الجديدة والمبتكرة:

دارونات وريفاروكسابان وأبيكسابان ضمن مضادات التجلطات والسيولة و مميعات دم حديثة تعمل على تثبيط عوامل التخثر بطريقة أكثر استهدافاً، مع سهولة تناولها دون الحاجة لفحص دم مستمر.

تأثير الأدوية الأخرى على مميعات الدم:

بعض الأدوية مثل مضاد الفطريات، بعض المضادات الحيوية، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد تؤثر على فعالية مميعات الدم وتتطلب تعديل الجرعة.

متى يجب مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض التخثر؟

عند ظهور أعراض مثل ألم مفاجئ، تورم وتغير لون الأطراف، ألم الصدر، ضيق التنفس، صداع شديد أو ضعف مفاجئ في الأطراف، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

العلاقة بين سرطان الدم وتخثر الدم

سرطان الدم يسبب اضطرابات في تكوين خلايا الدم ويؤثر على عوامل التخثر، مما قد يزيد من احتمالية حدوث جلطة دموية أو نزيف.

السمنة وتأثيرها على زيادة خطر التخثر

السمنة تزيد من عوامل الالتهاب والمخاطر المرتبطة بجهاز الدوران، مما يرفع احتمال تخثر الدم بسبب اضطرابات في الانزيمات والبروتينات المسؤولة عن التخثر.

كيف تحافظ على صحة الأوعية الدموية لتقليل خطر التخثر؟

الحفاظ على ضغط دم طبيعي، مقاومة السمنة، الإقلاع عن التدخين، السيطرة على السكري والكوليسترول، وممارسة الرياضة بانتظام تساعد في صحة الأوعية الدموية وتقلل خطر تخثر الدم.

دور الرياضة والنشاط البدني في الوقاية من تخثر الدم

ممارسة الرياضة تنشط الدورة الدموية وتقلل من ركود الدم في الأوردة، مما يقلل من فرص حدوث جلطات دموية، خصوصًا عند الأشخاص المعرضين للجلطات.

علاج تخثر الدم:

• الأدوية المضادة للتخثر (مميعات الدم) مثل كالهيبارين، الوارفارين، والأدوية الحديثة (NOACs) لمنع زيادة تكون الجلطات.
• إزالة الجلطة جراحياً أو باستخدام القسطرة في الحالات الطارئة.
• العلاج الداعم مثل رفع الطرف المصاب والتمارين لتعزيز تدفق الدم.

نصائح للوقاية من تخثر الدم:

• الحركة المستمرة وتجنب الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة، خصوصًا في السفر.
• الحفاظ على وزن صحي والتوقف عن التدخين.
• تناول الأدوية الموصوفة بانتظام واتباع تعليمات الطبيب.
• السيطرة على الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
• اشرب كمية كافية من الماء للحفاظ على سيولة الدم.
• تحرك وامشِ على الأقل كل ساعة إذا جلست لفترة طويلة.
• اتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالخضروات، الفواكه، والأسماك الدهنية.

خاتمة:

في الختام، تخثر الدم حالة صحية جدية تتطلب وعيًا عاليًا وفهمًا دقيقًا لأسبابه وأعراضه ومضاعفاته، الوقاية المبكرة والكشف السريع عن العلامات التحذيرية يمكن أن ينقذا الحياة ويمنعا مضاعفات خطيرة باتباع النصائح الصحية والالتزام بالعلاج الموصوف من الطبيب، يمكن التحكم في خطر تخثر الدم بفاعلية، إن الوعي والتثقيف هما أفضل الأسلحة للحفاظ على صحة الدم والأوعية الدموية، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية عند الحاجة ومشاركة هذه المعلومات مع من تحب لتعم الفائدة.

الأسئلة الشائعة